نحن نتحدث هنا عن الاستماع، لكن المشاهدة أيضاً داخلة في الموضوع، بل إنها أفضل وأكثر جدوى، لكن طبعاً المشاهدة دون استخدام الترجمة العربية، مثل مشاهدة الأفلام والمسلسلات الأجنبية وكذلك الفيديوهات اليوتيوبية وغيرها. وكما ذكرنا سابقاً، الاستماع أو المشاهدة لوحدها لا تكفي ان أردت المضي أسرع نحو هدفك
- الاستماع هو الجانب العملي
أنت تتعلم اللغة الانجليزية، في الجامعة أو المعهد أو حتى تعلماً ذاتياً في المنزل، تتعلم القواعد وتحفظ الكلمات وتفهم تركيب الجمل و ….الخ، كل ذلك أمر جميل في مسألة تعلم اللغة الانجليزية، لكن لا تنسى أنك لا زلت في الجانب النظري، كل تلك الجهود التي تبذلها في تعلم اللغة هي الجانب النظري، طيب إذاً، يبقى أن تهتم كذلك بالجانب العملي، هذا أمر طبيعي في تعلم أي شيء في الدنيا، الجانب العملي امر مهم. أما في اللغة بشكل عام فالجانب العملي هو الأهم
تلك القواعد التي تعلمتها، ما الفائدة منها إن لم تستخدمها، انت تحتاج لاستخدامها عند التحدث والكتابة، دعنا من الكتابة حالياً لأن هذه المهارة تأتي بشكل متأخر، لكنك قبل ذلك تحتاجها عند التحدث، ومهارة التحدث لن تتطور أبداً بدون الاستماع، ليس الاستماع فقط ولكن الاستماع المكثف. كذلك هو الحال بالنسبة لتلك الكلمات التي تحفظها عبر الكتب أو القراءة، وتستمر في المراجعة كل يوم، لن تترسخ في عقلك بشكل كامل مالم تستمع إلى اللغة الانجليزية بشكل يومي
باختصار، الاستماع هو أهم الجوانب العملية عند تعلم اللغة، طبعاً التحدث يعتبر جانب عملي، لكن التحدث لا يتطور لديك بدون استماع، وكذلك الكتابة هي من الأمور العملية، لكن الكتابة تتطلب استحضار جيد للكلمات والمصطلحات، تلك الكلمات التي لن تترسخ في عقلك إلا بالاستماع المتواصل، إذاً “كل الطرق تؤدي إلى روما” كل شيء مرتبط بالاستماع
- الاستماع لترسيخ حفظ الكلمات
هذه النقطة تعتبر من اهم الفوائد التي يجنيها الشخص من الاستماع إلى اللغة الانجليزية، ألا وهي ترسيخ حفظ الكلمات، هذه النقطة رغم أهميتها، إلا أنها لا تُذكر ولا يشار إليها في العديد من المقالات والفيديوهات التي تتناول مهارة الاستماع عند تعلم اللغات، لذلك، أعرني انتباهك قليلاً عزيزي القارئ
تخيل أن الذاكرة لديك مقسمة إلى مستويات أو طبقات، الطبقات الخارجية هي التي تحتفظ فيها بالمعلومات والأشياء لمدة زمنية بسيطة، قد تكون يوم أو أيام ، ولكما تعمقت أكثر في الطبقات كلما كانت الذاكرة أقوى وفيها يتم الاحتفاظ بالمعلومات والبيانات لمدة أطول
عندما تقوم بحفظ الكلمة للمرة الأولى فكأنما تقوم بإضافتها إلى الطبقات العليا من الذاكرة، سوف تنسى تلك الكلمات سريعاً إن لم يتم نقلها إلى الطبقات الأعمق، لكن كيف يتم نقل الكلمات الانجليزية إلى طبقات أعمق في الذاكرة؟ أو لنحور السؤال إلى الآتي: ماهي أفضل الطريق لتخزين الكلمات في الطبقات الأعمق في الذاكرة من أجل عدم نسيانها بسرعة؟ سأجيبك وأقول: الاستماع
عندما تستمع كل يوم لساعة أو ساعتين، سوف تمر على عقلك آلاف الكلمات، بعض تلك الكلمات قد مرت عليك والبعض قد حفظتها سابقاً لكنها دخلت إلى مستويات الذاكرة الخارجية فقط، لذلك فأنت لا تستخدمها في الغالب أثناء الكتابة والتحدث، لأنك عندما تتحدث تستدعي مخزون الكلمات الداخلي في طبقات الذاكرة العميقة (الذاكرة طويلة المدى) أو (العقل اللاواعي) فهي تندفع بسهولة وتخرج بتلقائية من هناك
كما قلنا، عندما تستمع تمر على عقلك الكثير من الكلمات وخاصة تلك المخزنة في طبقات العقل الخارجية، عندما تمر الكلمة على العقل في سياق مختلف وبطريقة مختلفة يبدأ العقل باسترجاعها وتذكرها وربطها بكلمات وعبارات أخرى، وحينها تنتقل إلى مستوى أعمق في الذاكرة، ومع الاستمرار في الاستماع ستمر تلك الكلمة نفسها مرة بعد مرة وفي كل مرة في سياق مختلف وعبر جمل متعددة، ومع تكرار ورود الكلمة في أكثر من سياق سوف يربط العقل تلك الكلمة بغيرها من الكلمات المحفورة في الطبقات العميقة، ومع كثرة الورود سوف تهبط الكلمة تدريجياً حتى تستقر في الطبقة السفلى من الذاكرة (العقل اللاواعي) وحينها لن تنساها أبداً بإذن الله
بالمختصر: إن كنت تعاني من نسيان كلمات اللغة الانجليزية، فأحد الحلول الناجحة هو الاستماع اليومي المكثف (ساعة أو أكثر) طبعاً بجانب عملية التعلم وحفظ الكلمات
- الاستماع من أجل تحسين النطق
لعل هذه الفائدة هي الأكثر وضوحاً، الاستماع المتواصل يحسن النطق، أمر واضح ونتيجة طبيعية، بل إنه يحسن اللكنة (الأكسنت) لديك، فعبر الاستماع المتواصل تتمكن من اكتساب لكنة أصلية سواءً أمريكية أو بريطانية -بحسب المواد التي تعودت على الاستماع إليها- وعند الاستماع سوف تتعرف على الكثير من الكلمات التي كنت تنطقها بشكل خاطئ قليلاً أو محرف، وسيصبح لسانك رطباً أكثر عند التحدث باللغة الانجليزية
-في السابق- كان هنالك فرق كبير بين شخص يتعلم اللغة الانجليزية في بلده العربي، وآخر يتعلمها في بلد أجنبي يتحدث اهلها الانجليزية بطلاقة، مثل بريطانيا أو أمريكا، من الصعب جداً أن يتقن ذلك الذي في البلد العربي اللغة مثل أهلها وينطقها مثلهم، لأنه يتعلم في الغالب على يد مدرسين ليسو من تلك الدول، ويعيشون في بلدان عربية لا يسمعون فيها اللغة الانجليزية في الشوارع والمقاهي، أما الآن فالوضع مختلف، يمكنك أن تتعلم لغتهم وأن تتقن النطق فتصبح مثلهم حتى وإن كنت في بلدك العربي، ما عليك إلا أن تغمر نفسك وسط استماع كثير كل يوم حتى تكتسب النطق الصحيح والأكسنت السليم
حتى وإن كنت تحرص على تعلم نطق كل كلمة جديدة تتعلمها أو تراجعها، استخدام تلك الكلمات بشكل عملي أمر آخر، فقد يكون النطق مختلفاً قليلاً عندما توضع الكلمة في جُمَل وسياقات مختلفة، وكذلك مخارج الحروف والضغط على أجزاء الكلمة، أمور كثيرة تتعلمها بشكل تلقائي بدون ان تدخل نفسك في متاهات عِلم الصوتيات وغيره من العلوم المتخصصة التي قد تُدَرّس في الجامعات والكليات، لذلك كما فـ … الاستماع هو الطريق الأسهل لاحتراف اللغة
بالتوفيق، وأراك في القمة