ماذا عن تنظيم الوقت واليوم…؟
لن أقول لك كلامًا من خطابات التنمية البشرية، وتطوير الذات وكل هذا الكلام الذي أغلبه خرافات عموما…
أنا سآتيك بوصفة ربانية نبوية، تُلخِّص لك كُل هذه المتاهات:
ابدأ يومَك من الفجر! لا حل لك سوى ذلك…
صدقني، لا حل لك سوى أن ترجع إلى فطرتك التي فطرك الله عليها:
{وَجَعلنَا الليلَ لِباسا . وجعلنا النَّهارَ مَعاشا}
قلتها مرارًا:
سيظل يومك في تَخبُّط، وحياتك دون إنجاز، وخططك دون إكمال، ووردك دائم الانقطاع، ودائمًا تشعر بخمول وكسل، إلى أن ترجع إلى فطرتك، وتبدأ يومك من الفجر!
وقت البكور يا كرام وقت أصابته دعوة النبي صلى الله عليه وسلم بالبركة!قال نبينا وقدوتنا صلى الله عليه وسلم: “بورك لأمتي في بكورها.”
فكيف بك تَنأى عن هذه الساعة ثم تشتكي عدم الإنتاجية، وضياع الوقت؟!
الأمر يستحق المجاهدة، ويستحق أن تبذل الكثير لكي تتعود على أن تستيقظ الفجر، ثم تبدأ يومك بعده مباشرة.
طيب، كيف أحقق هذا الأمر…؟ لأن أغلبنا يشعر النوم والكسل في هذه الساعة بالذات
1-نم مبكرًا! لا تنم قبل الفجر بساعتين أو ثلاثة، ثم تشتكي عدم مقدرتك على إكمال اليوم! لا بُد وأن يستريح جسمك، خاصة وأن شُعلة الهمة في قلوبنا تكاد تكون مُنطفئة.
2-حَدِّد ما ستفعله في هذه الساعات، وفكر دائما في المكسب الذي ستكسبه إذا تعوَّدت على هذا الأمر، لو فضلنا مثلا هذه الساعات، فلنقل أنه ما بين الفجر، وبين بداية العمل أو الدراسة حوالي 4 ساعات!
4 ساعات يمكنك أن تصنع فيهم الأعاجيب حرفيا لو ركَّزت فيهم! ساعة للأذكار والقرآن، وثلاث ساعات مذاكرة، أو تتعلم أي شيء فيهم، أو تعمل لأي شيء دنيوي! صدقني لن تحتاج في الغالب لعمل أي شيء طوال اليوم.
3-كي تطرد الكسل، هناك أمر جربته ونجح معي، ربما يفيدكم؛ حاول أن تبذل جُهدًا يجعلك مثلا تعرق، أو يفور الدم في جسدك، يعني إلعب رياضة: ضغط، بطن، جري في المكان، أو لو أُتيح لك أن تُعرض جسدك للشمس فيا حبذا، وكُل ما شعرت بالنوم، قُم وامش في البيت أو المكان الذي أنت فيه، لا تستسلم حتى تتعود.
4-لكنا يعترف أن هذه الساعة ساعة النوم فيها جميل، والكسل فيها كثير، لماذا لا نفعل كما يفعل نبينا صلى الله عليه وسلم؟ لماذا لا نلجأ إلى الله، وندعوه بدعاء النبي أن يطرد عنا الكسل؟ بل هذا الدعاء من الأدعية الواردة في أذكار الصباح والمساء: اللهمَّ إنِّي أعوذ بك من العجز والكسل.
5-من الجميل في هذه الساعة أن أغلب الناس تكون نائمة، فلن يراسلك أحد على السوشيال ميديا، أو يبادلك التعليقات وهكذا، فخذها فرصة، وابعد هاتفك عنك، وابدأ في الأمور الجادة.
6-خذ الأمر بالتدريج، يعني ابدأ في باديء الأمر بساعة بعد الفجر، ثم نام ساعة أو اثنين، ثم ابدأ يومك، إلى أن تتعود أن تستمر طوال اليوم بداية من الفجر.
7-هناك مَن سيقول: أستيقظ، وأكون في فراغ، ولا أعلم ماذا أفعل؟
وهذا القول الواحد يستغرب منه! الفراغ مُفسد، وإياك إياك أن تجعل للفراغ عليك سبيلاً فتهلك، اشغل نفسك بأي شيء، تعلَّم أي شيء مفيد، المهم ألا تترك نفسك فارغًا.
هل الأمر صعب؟ نعم، صعب، ولكن الصعب يسهل إذا استعنَّا بالله، وجاهدنا أنفسنا، وعندما ترى الثمرة بعد أن تتعود على هذا الأمر، صدقني ستتيقنّ أنَّ هذا الأمر يستحق التعب والعناء والسعي للتعود عليه.
- محمود الرفاعي.